اكتب خطابا حجاجيا تدافع فيه عن مأل اللغه العربيه مستعينا بالغيرتك عن لغه ابائك واجدادك في عشره اسطر

 

اكتب خطابا حجاجيا تدافع فيه عن مأل اللغه العربيه مستعينا بالغيرتك عن لغه ابائك واجدادك في عشره اسطر

تعود اللغة العربيّة في أصلها إلى أسرة اللغات الساميّة، ويُقصد باللغات الساميّة هي أسرة من اللغات الإفريقيّة/الآسيويّة التي تُعرف اختصارًا بالـ"أفروآسيوية"، وهذه الأسرة من اللغات انفصلت عن اللغات الأفروآسيويّة وشكّلت لغة مستقلّة لها قواعدها الخاصّة بها، وسُمّيت اللغات الساميّة بهذا الاسم لأنّها تعود إلى سام بن نوح عليه السلام، وقد اندثرت معظم اللغات الساميّة منذ القديم وإلى اليوم، وما تبقّى من تلك اللغات لا يتحدّث بها إلّا قليل من الناس، بينما تكون اللغة العربية أكثر اللغات الساميّة انتشارًا من حيث المناطق والبلدان وعدد المتحدثين بها.

بالحديث عن أصل اللغة العربية وأول من تكلم بها فللعلماء وأهل اللغة والتاريخ كلام متضارب لا يمكن تمييز وجهة نظر حقيقية من بينها، ولا يمكن الجزم كذلك بصحة قول دون آخر؛ فمن العلماء من يقول إنّ آدم -عليه السلام- كان يتحدث العربية في الجنة وعندما نزل إلى الأرض انقلب لسانه إلى السريانية، ومنهم من يقول إنّ آدم -عليه السلام- قد كان يعرف العربية حتى عندما نزل إلى الأرض، وربما يكون قد علمها لقومٍ ما، ومنهم من يقول أوّل من تحدّث بها هو هود عليه السلام، ومنهم من يرى أنّه إسماعيل عليه السلام. لكن إن كان هود -عليه السلام- هو أوّل من تحدّث العربيّة فعمّن يكون قد أخذها، وهل والده تحدّث بها؟ وكذلك إسماعيل -عليه السلام- لا يمكن أن يكون هو أوّل من تحدّث بها لأنّ قبيلة جرهم التي جاورته في مكة كانت عربية، وعنهم أخذ هو العربية، وغالب الظنّ أنّ العربيّة إن لم تكن قد هبطت مع آدم من الجنة فهي قد تكون تطوّرت عن اللغة الساميّة الأم حتى وصلت إلى شكلها المعروف، وبذلك قد يصح قول من قال إنّ إسماعيل -عليه السلام- قد تحدّث العربيّة الفصحى العالية على وجهها المعروف، فإذا كان هذا قولهم فلا بأس فيه.

واجبنا اتجاه اللغة العربية لو تساءلنا ما واجبنا تجاه اللغة العربية، ما الواجب الذي ينبغي لأبناء العربية أداؤه ليُعلوا اسم لغتهم، تلك اللغة الرهيبة في مكنوناتها التي ما يزال الناس يطوفون حول شواطئها ويتهيّبون الغوص في الأعماق، والجواب يكون ببساطة أن يرتقي أبناءها بأنفسهم كي يكون لهم شأنٌ بين الأمم، وبذلك تصبح لغتهم مفروضة بالقوّة على الآخرين، كما أصبحت الصينيّة مفروضة بقوة الاقتصاد على باقي دول العالم، مع أنّ اللغة الصينيّة ينبغي لمتعلّمها أن يُتقن أكثر من 3000 صوت، في حين العربية فيها 31 صوتًا فقط! ولكن مع ذلك نجد الصينيّة قد ارتقت وازدهرت ونمَت وصارت لغة البرمجيّات والتقنيات التي تنتجها الصين. أيضًا من واجبنا تجاه اللغة العربية أن يكون التعليم كاملًا بها، وأن تُترجم العلوم إلى العربيّة ويدرسها الأبناء بلغة عربية سليمة، وأن تكون ترجمة العلوم الكونية دوريّة لا أن تُترجم مرّة واحدة فقط؛ لأنّها قابلة للتغيير في كل يوم، وأيضًا التحدث باللغة العربية الفصحى يجب أن يكون لزامًا على العرب في المدارس والدوائر الرسمية الحكومية، وأن تكون لغة التخاطب من خلال وسائل التواصل، ويجب على العاملين في الإعلام التحدّث بها لا باللغات المحكيّة كما يرى طائفة من المناصرين للعامية، وهذا غيضٌ من فيضِ واجبنا تجاه العربيّة، ولعلّ الأهمّ هو حفظ القرآن وما استطاع المرء من الحديث النبوي؛ فهنالك اللغة الحقيقية


أحدث أقدم