ما الغاية من وجود الدولة | المحور الأول: مشروعية الدولة وغاياتها

 

المحور الأول: مشروعية الدولة وغاياتها


إذا كانت الدولة هي عباره عن ممارسة السلطة الدائمة داخل مجال الترابي محدد، فما الغاية من وجود الدولة؟ ومن اين تستمد الدولة مشروعيتها؟

تحليل نص ل باروخ اسبينوزا "غاية الدولة هي الحرية"

أفكار النص

-         إن الغاية من وجود الدولة ليست هي ترهيب الناس وتخويفهم
-         إن الغاية القصوى من وجود الدولة هي تحرير الافراد والحفاظ على حقهم الطبيعي في الوجود.
-         إن الغاية من تأسيس الدولة  ليست جعل الافراد مثل حيوانات تتحرك  وفق منطق الغريزة بل  هي ضمان امن الافراد وتحقيق حريتهم باعتبارهم موجودات عاقلة.
-         قدم سبينوزا الشرط الذي يجب ان تقوم عليه الدولة وهو ان تنبع سلطة اصدار القرار من الجماعة او من بعض الافراد او من فرض واحد.
-         ان كل مواطن من حقه التفكير والتعبير عن افكاره شريطة عدم اشهار اسلحة الحقد او الخداع او الغضب
-         ان كل فرد قد تخلى عن حقة في ان يتصرف كما يشاء لان عليه ان يمتثل لسلطة وقوانين الدولة وهذا لا يعني انه تخلى عن حقه في التفكير والتعبير.

مفاهيم النص

السلطة: القدرة على التأثير في الناس باسم مبادئ مقبولة فتسمى سلطة مشروعة، وقد تعني القدرة على التأثير باسم القوة غير المبررة فتصبح تسلطا.
الحرية: استقلالية الذات فكريا وسلوكيا وعدم خضوعها لاي اكراهات خارجية، والمقصود بها ايضا التصرف وفق القوانين والتشريعات.

أطروحة النص

إن الغاية الاساسية من وجود الدولة ليس هو الهيمنة والتسلط وارهاب الناس، بل تحرير الإنسان من الخوف والعنف وتمكينه من الحفاظ على حقه الطبيعي في الوجود باعتباره وجود حرا، شريطة أن لا يتصرف صد سلطتها.

حجاج النص

يقوم نص سبينوزا على بنيه حجاجية نقدية، اذ يوجه نقدا للنظريات التي كانت  ترى ان سلطة الدولة يجب ان تكون سلطة مطلقة تعمل على تخويف الناس وترهيبهم، لكن اسبينوزا أكد أن الغاية الاساسية من قيام الدولة هي الحرية وهذا ما يتضح من قوله " الحرية إذن هي الغاية الحقيقية من قيام الدولة"

موقف توماس هوبز:

تستمد الدولة مشروعيتها حسب توماس هوبز من التعاقد الاجتماعي، وغايتها ضمان الامن والسلم للافراد، ولتوضيح تصوره انطلق توماس هوبز من افتراض حالة الطبيعة التي هي حالة سابقة عن وجود المجتمع أو الدولة كان الافراد يتمتعون فيها بحريه مطلقة، وكان الانسان شريرا بطبعه الشيء الذي أدى الى حالة الحرب المزرية وهي حاله الحرب الكل ضد الكل وقتال دائم بين الافراد، وللخروج من حالة الحرب الدائرة بين الانسان واخيه الانسان لجأ الافراد الى التعاقد الاجتماعي الذي بموجبه تنازل الافراد عن حقهم الطبيعي في الحرية المطلقة لصالح شخص واحد، تخول له سلطة مطلقة ويلتزم بضمان سلامة وامن الافراد والحفاظ على حقهم الطبيعي في الحياة وفي مقابل ذلك يلتزم الافراد بطاعته وبذلك تكون سلطة الحاكم سلطة مطلقة لا يحق للافراد ان ينالوا منها او ان يتدجروا من تصرفاتها.
أحدث أقدم