احك واقعة عشتها ، حظيت خاللها بدعم من أوفى صديق ، مستثمرا مكتسباتك من مهارة الحكي و السرد
أنا أحب الرحلات كثيرًا، لأني أحب أن أشارك أصدقائي أكبر وقت ممكن، لأننا نستمتع كثيرًا مع بعضنا البعض ونقضي وقتًا ممتعًا، لذا قد قمت بالاشتراك في إحدى الرحلات التي قامت المدرسة بالإعلان عنها، وأخذت معي حقيبتي، والأشياء التي سوف أحتاج إليها في الرحلة، من ساندوتشات، ومياه، وحلوى، وبعض النقود للانفاق منها في الرحلة.
في اليوم المحدد للرحلة، استيقظت مبكرًا حتى لا أتأخر عن موعد الحافلة، وبالفعل وصلت إلى المدرسة في الوقت المحدد للرحلة، وصعدت إلى الحافلة التي ستنقلنا إلى مكان الرحلة، أنا وكل أصدقائي، وكنا جميعًا في سعادة وفرح، وكل شخص جلس في المقعد المخصص له في نظام، تحت إشراف المدرس المشرف على الرحلة.
انطلقت الحافلة، وانطلقت معها أصوات الغناء والتصفيق والمرح بأصوات مرتفعة من جميع الطلاب، وفي منتصف الطريق بدأ الجو يتغير، فامتلأت السماء بالغيوم وانهمرت الأمطار بغزارة وصارت الرؤية أمامنا شبه معدومة، وملأ الخوف قلوبنا.
بدأ السائق يقلل من سرعة الحافلة، لتفادي وقوع أي حادثة، ولكن وجدنا سيارة أخرى كانت تسير بسرعة عالية جدًا وبدون رؤية، أصابت الحافلة التي نركبها، مما تتسبب في انحراف الحافلة عن الطريق، مما أدى إلى انقلابها.
أدى انقلاب الحافلة إلى وقوع الكثير من الإصابات فيما بين الطلاب، والمدرسين المرافقين لنا في الرحلة، وسائق الحافلة، وتحولت أصوات الغناء إلى أصوات بكاء وصراخ، كما تحول الشعور بالسعادة والمرح، إلى شعور بالفزع والحزن والخوف من فقد الأحباب.
وأحمد الله تعالى أن إصابتي كانت بسيطة جدًا، لذا هرعت إلى زملائي لكي أساعدهم، واتصلنا بالإسعاف، والحمد لله وصلت سيارة الإسعاف بسرعة، وتم إسعاف الطلاب الذين كانت إصابتهم خفيفة، أما الطلاب الذين كانت إصابتهم شديدة فقد تم نقلهم إلى أقرب مستشفى.
قمت أنا وبعض الطلاب الذين نجوا معي من هذا الحادث المؤلم بتقسيم أنفسنا إلى فريقين، فبعضنا ظل مع الطلاب الذين تم إسعافهم، والبعض الآخر ذهب للحاق بالطلاب في المستشفى، وكنت أنا ضمن الفريق المنتظر، وقمنا بالاتصال بأهالي الطلاب الذين تم إسعافهم ليحضروا إليهم ويأخذوهم إلى منازلهم، حتى نستطيع اللحاق بأصحابنا في المستشفى، وبالفعل وصل أهالي الطلاب بسرعة جدًا في حالة من الخوف والهلع على أبنائهم، ولكن هدأت حالتهم بعدما اطمئنوا على صحتهم وأنهم بخير، ورحلوا إلى منازلهم.
ذهبت بعد ذلك أنا وباقي الفريق إلى المستشفى للإطمئنان على باقي زملائنا ومدرسينا والسائق، وجدنا ذويهم قد حضروا إلى المستشفى، بعدما تم الاتصال بهم من الفريق الآخر من الطلاب، وكانوا في حالة لا يرثى لها، وانتظرنا جميعًا خروج الطبيب، وتنفسنا الصعداء عندما طمئن قلوبنا، أنهم جميعًا بخير، وأنه قد تم تقديم العلاج المناسب لكل مصاب، والحمد لله عندنا جميعًا سالمين بحمد الله إلى منازلنا.
وتعلمت من هذا اليوم الكثير، فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فقد تواجه بعض الصعوبات في حياتك، ولكن يستطيع الإنسان أن يتخطى الصعاب بأمر الله تعالى، وبتعاون الناس مع بعضهم البعض، فالحمد لله في السراء والضراء.