مقالة في درس الاتحاد الأوربي إمكانياته ومكانته الاقتصادية في العالم
يعتبر الإتحاد الأوربي نموذجا متميزا لأهم التكتلات الجهوية المعاصرة. فما هي مراحل تأسيسه؟ وما مؤهلاته؟ وما هي مكانته الاقتصادية في العالم؟ وما المشاكل التي يواجهها؟
مر تأسيس الاتحاد الأوروبي بمرحلتين وهي:مرحلة المجموعة الأوروبية المشتركة من 1951م الى 1992م: بدأت بتأسيس المجموعة الأوروبية للفحم و الفولاذ سنة 1951م بين 6 دول ، و اقتصر دورها على تسهيل المبادلات الخاصة بالفحم و الفولاذ بين الدول الأعضاء ، و بعد نجاح النموذج الأول تم تأسيس المجموعة الاقتصادية الأوروبية بالتوقيع على معاهدة روما سنة 1957م ، و التي هدفت لتنمية اقتصاد الدول الأعضاء، فتشجعت دول أخرى و انضمت للمجموعة الأوروبية المشتركة ليصبح عدد أعضائها 12 دولة.
مرحلة الاتحاد الأوروبي من 1992م الى الان : في سنة 1992م تم ابرام اتفاقية ماستريخت بين الدول الأعضاء و التي أسس بمقتضاها الاتحاد الأوروبي ، مما شجع المزيد من الدول للانضمام الى هذا الاتحاد ليبلغ عدد دوله حاليا 27 دولة بعد خروج بريطانيا منه.
ومن أهداف الاتحاد الأوروبي نذكرمنها :تنمية التقدم الاقتصادي و الاجتماعي و تحقيق تنمية متوازنة و مستدامة ، من خلال خلق مجال بدون حدود و تقوية التلاحم الاقتصادي و الاجتماعي. و التأكيد على هوية الاتحاد الأوروبي في الساحة الدولية ، من خلال تنفيذ سياسة خارجية و سياسة دفاعية و أمن مشتركة.وحماية حقوق و مصالح مواطني الدول الأعضاء من خلال اقامة مواطنة أوروبية.
يزخر الاتحاد الأوروبي بمؤهلات طبيعية وبشرية ، بحيث يتوفر على مجال جغرافي شاسع ، يتميز بتضاريس متنوعة كالسلاسل الجبلية و الهضاب و السهول الصالحة للزراعة كما يتوفر على بمناخ و موارد باطنية متنوعة من معادن و موارد طاقية كالغاز الطبيعي و النفط و الفحم.
كما يتوفر الاتحاد الأوروبي على رأسمال بشري ضخم يقدر ب500مليون نسمة ، غالبيتهم حضريون من الفئة الشابة يعملون بالقطاع الغير حكومي (القطاع الثالث) ، مما يخفف الضغط على الحكومات الأوروبية و يقلل بشكل كبير من نسبة البطالة التي لا تتجاوز 10.7%.
بالاضافة الى توفر الاتحاد على عدد كبير من الباحثين في مختلف المجالات العلمية و التي تتراوح أعدادهم بين 1200 و 7700 باحث لكل مليون نسمة ، مما يجعل الدول الأوروبية تخصص لهم نسب مهمة من الناتج الداخلي الخام لتمويل أبحاثهم العلمية.
يعتبر الاتحاد الأوروبي قوة اقتصادية عالمية ، لأنه يستحوذ تقريبا على ربع الناتج الداخلي الخام العالمي، اذ يعتبرأول مصدر ومستورد في العالم. و ثاني مصدر وأول مستورد فلاحي في العالم.والأول عالميا في الناتج الداخلي الصناعي،وثاني منتج للسيارات .
للإتحاد الأوربي مكانة وازنة في الاقتصاد العالمي حققها بفضل تكتله الجهوي واستثمار إمكانياته، وهو اليوم قوة عالمية منافسة يسير نحو الاندماج الشامل.